كتب شون ماثيوز في تقرير نشره ميدل إيست آي أنّ القاهرة أبدت غضبًا شديدًا بعد استبعاد السلطة الفلسطينية من خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة. مصادر عربية ودبلوماسية أكدت أنّ مصر لن ترسل قوات حفظ سلام إلى القطاع ما لم يتضمن الاتفاق مسارًا واضحًا لانسحاب إسرائيلي كامل، وخطوات عملية تُمكّن السلطة الفلسطينية من تولّي إدارة القطاع كمرحلة نحو إقامة دولة فلسطينية.
أوضح ميدل إيست آي أنّ مسؤولًا عربيًا وصف موقف القاهرة بقوله: "مصر غاضبة بشدة"، مشيرًا إلى أنّ الخطة الأمريكية تبدو ضعيفة في ما يتعلق بسيادة الفلسطينيين، رغم أنّها تعتمد على موافقة مصر بشكل مباشر. وأضاف أنّ القاهرة لن توافق على المشاركة في أي قوة دولية ما لم يتوافر تفويض صريح يلزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة.
ترامب أعلن خطته في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد أنّ قادة عرب ومسلمين دعموا رؤيته لنزع سلاح غزة وتفكيك قدرات حماس العسكرية. واعتبر أنّ "هذه دول غنية تستطيع أن تجعل الأمور تتحقق". غير أنّ مصر، التي تفتقر إلى القوة المالية للسعودية أو الإمارات أو قطر، ورد اسمها ضمن الخطة إلى جانب الأردن كطرف أمني أساسي يملك الخبرة والقدرات العسكرية اللازمة لدعم "قوة الاستقرار الدولية" المقترحة.
الخطة تتصوّر نشر قوة مؤقتة للتثبيت الأمني في غزة، تعمل مع إسرائيل ومصر لتأمين الحدود ومساعدة قوات شرطة فلسطينية جديدة في مواجهة تهريب السلاح وضمان تدفق المساعدات لإعادة الإعمار. لكن المسؤول العربي انتقد ترامب قائلًا: "ذكر مصر كعنصر رئيسي في خطته دون أن يتأكد إن كانت الشروط مقبولة، وهذا ليس بداية جيدة".
العلاقات المصرية الإسرائيلية تعاني أصلًا من توتر متزايد. القاهرة عبّرت عن استيائها من اجتياح القوات الإسرائيلية لمدينة رفح الحدودية العام الماضي، ورفضت الضغوط الإسرائيلية لاستقبال فلسطينيين مهجّرين. إسرائيل بدورها اتهمت مصر بتعزيز وجودها العسكري في سيناء. أما على صعيد العلاقات المصرية الأمريكية، فأشار بعض المسؤولين العرب إلى أنّها تضررت بفعل دعم ترامب غير المشروط لإسرائيل، بينما نفى مسؤولون أمريكيون ذلك.
صحيفة نيويورك تايمز كشفت أنّ القاهرة طلبت من السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، إلغاء زيارته المقررة لمصر لبحث ملف غزة، رغم وجود سفيرة أمريكية مقيمة في القاهرة هي هيرو مصطفى غارغ.
ورغم التوتر، تعمل مصر والأردن مع الولايات المتحدة على تعزيز تدريب قوات الأمن الفلسطينية. مكتب "منسق الأمن الأمريكي" يشرف على هذه الجهود التي تحولت من التركيز على ضبط الشارع والشرطة إلى "مكافحة الإرهاب"، تحضيرًا لاحتمال نشر تلك القوات في غزة. تقارير إعلامية إسرائيلية ذكرت أيضًا أنّ القاهرة دربت مزيدًا من عناصر الأمن التابعة للسلطة بهدف نشرهم لاحقًا في القطاع. وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قال في أغسطس إن بلاده مستعدة لـ"المساعدة" أو "المساهمة" في أي قوة دولية تُنشر في غزة.
إلى جانب مصر، أعربت دول أخرى بينها قطر والسعودية والأردن وتركيا عن استيائها من خطة ترامب، وفق تقرير لموقع "أكسيوس". هذه الدول لاحظت أنّ النص الذي نشره البيت الأبيض يختلف عن الصيغة التي ناقشها ترامب مع قادتها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تقول الخطة الأمريكية إنّ السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة بعد تنفيذ "برنامج إصلاحي"، لكنها لا تضمن إقامة دولة فلسطينية، وهو مطلب أساسي لقادة عرب. هذا التباين بين وعود ترامب ودعوات المنطقة يزيد من حدة الشكوك بشأن واقعية الخطة وفرص نجاحها.
https://www.middleeasteye.net/news/egypt-livid-trump-sidelined-pa-gaza-peace-plan-sources-say